وصلت أمام المحكمه الساعه السابعه من صباح السبت 18 أكتوبر لأغطى ً المحاكمه التاريخيه ً لهشام طلعت مصطفى ومحسن السكرى المتهمان فى قضية مقتل سوزان تميم...
واكتشفت فورا أنى ارتكبت خطأا فادحا بعدم المبيت أمام المحكمه حيث أن قاعة المحكمه قد امتلأت... يا الهى .. متى؟ أى ساعه فتحت المحكمه حتى امتلأت قاعاتها..
ووجدت طوفانا بشريا.. أعنى صحفيا .. يتدافع وينتظر ويتمنى دخول الجنه أقصد المحكمه
وظللت هكذا لمدة ساعتين وقوات الأمن المركزى تطوق المكان.. أخبرنى بعضهم أنهم وصلوا حوالى منتصف الليله السابقه لتأمين لمحكمه ...من ماذا ؟ غالبا من الصحفيين .. ولم يكن أحد من ضباط الشرطه بعضهم لواءت يكلمنا او يوضح لنا ما هو الوضع حتى حدثت المعجزه ودخل بعضنا بقوة الدفع داخل المحكمه.. وفى هذه الأثناء كسر كارنيهى الصحفى ( لا أعرف كيف سأدخل المحكمه يوم السبت 15 نوفمبر ) تورمت ذراعى وجسمى من شدة التدافع يا الهى .. لماذا .. هل يحدث هذا فى أى دوله أخرى فى العالم ؟ هل أكون مصابه وأعانى من نظرية المؤامره اذا قلت أن هذا جزء من احتقار الصحفيين والامعان فى اهانتهم وعدم تمكينهم من أداء عملهم ؟
وتذكرت كيف أنى بدأت أكون ً وش محاكم ً بمعنى أنى أغطى محاكمات حتى العسكريه منه منذ أيام الارهاب فى التسعينات وأن الوضع لم يكن أبدا كذلك.. تذكرتكيف انه أمكننى التحدث مع صفوت عبد الغنى المتهم بقتل رئيس مجلس الشعب السابق رفعت المحجوب وأننى تحدثت مع الشاب الذى حاول اغتيال الكاتب الكبير نجيب محفوظ عام 1994 وحتى فى محاكمات سعد الدين ابراهيم وأيمن نور وحتى قضايا الجاسوسيه كنا نستطيع دائما أن نصل دائما الى قفص الاتهام ونتكلم مع المتهمين اذا أرادوا..
اكتشف أن كثير من صداقاتى الصحفيه تمت من خلال الساعات الطوال التى قضيناها سويا فى المحاكم وكيف أن محاكمات الاسلاميين أثرت كثيرا فى وجدانى ودفعتنى للكلام معهم من خلف القضبان والقاءه عنهم كثيرا حتى أننى اخترت الاسلام السياسى كأحد المواضيع التى ناقشتها فى رسالتى للماجستير وكيف حفر فى ذاكرتى صراخ واغماء الأهالى عند سماع الأهالى الحكم على أولادهم بالاعدام وكثير منهم كان فى أوائل العشرينات أوأو لم يتمها .. زكيف أن الشباب نفسه كان يقابل الموت بالسجود شكرا لله .. لأن ً الشهاده ً هى ما كانوا يسعون اليه أما فى قضية سوزان تميم .. فقد تم تغيير شكل القاعه وتم اخلاءها من الكراسى فيما عدا المحامون والأقارب أما الصحفيين فكان علينا ان نبقى واقفين لمدة 3 ساعات أخرى هى زمن المحاكمه مع التهديدات بأن القاضى سوف يطرد من لايجلس بالنسبه لى تعلقت بقضبان نافذه المحكمه ووقفت على قدم واحده معظم الجلسه وسط اعتراض بعض المصورين لأن موقعى استراتيجى ويجب أن يترك لهم .. من هذا الموقع.. استطعت بصعوبه أن ألمح هشام طلعت مصطفى فى بدلته اللاكوست الناصعة البياض وقد كان هادئا ورابط الجأش وجالسا معظم الوقت على عكس محسن السكرى الذى بدا اشبه بكائن جريح يتحرك كثيرا داخل القفص ولا يهدأ.
من وراء قضبان النافذه ‘ وكنا نحن المحظوظين داخل المحكمه نتبادل الأخبار عما يدور خلال الجلسه مع زملاؤنا الذين لم يحالفهم الحظ بالدخول على شرط أن يمدونا بزجاجات المياه المعدنيه الصغيره من الخارج..
هكذا كان الوضع ..... تركت المحاكمه اثار كدمات على ذراعى وبهدله هكذا كان الوضع ونحن نغطى محاكمة القرن الواحد والعشرين.. فى أرض الكنانه.
ناديا أبو المجد
الأحد، 16 نوفمبر 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
هاتفيدك جدا ناديه
noureldens.maktoobblog.com/
إرسال تعليق